home
Vision
Imsikyah 2016 Ad
aldawah
fr en ar

 وَمَنۡ أَحۡسَنُ قَوۡلاً۬ مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَـٰلِحً۬ا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِينَ

facebooktwitter

Basel realestate site

Imsikyah 2016 Ad

RealEstateAd

contribution

 

تم الإستعانة بتفاسير الشيوخ سيد قطب و متولي الشعراوي في بعض المقالات

 

 

Basel

 

 

 

 

 

 

Flag Counter

 

 

 

لا جديد في شروط الدعوة إلى الله تعالى


الاربعاء 28 ذو القعدة 1437  الموافق  31 أغسطس 2016
Today`Dawah.jpg

عبد الباسط الشيخ إبراهيم
الدعوة إلى الله تعالى من أفضل الأعمال وأقرب الطاعات ، لأنها وظيفة الأنبياء والمرسلين، وهي الإرث الحقيقي الذي تركوه وراءهم .
والعلماء والدعاة هم نواب الأنبياء والمرسلين في إبلاغ رسالة الإسلام وبيان الحق  وأداء هذه المهمة العظيمة على أجمل صورة وأفضل طريقة .
وقد أعظم الله تعالى شأن الدعوة ومكانة الدعاة إلى الله تعالى ، فهم شرف الدنيا وزينة الأرض ، لأنهم أدلاء الناس على الله تعالى ، وعملهم أحسن الأعمال وأزكاه ، قال تعالى  ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) فصلت:٣٣، أي لا أحسن ولا أفضل من دَعَا الناس إلى الله تعالى .
وقد ميز الله تعالى هذه الأمة المرحومة بأن جعلها أمة الدعوة والهداية والدلالة على الخير والفضيلة حيث قال سبحانه وتعالى :( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) ال عمران ١١٠ .
وبما أن كل الناس لا يستطيعون القيام بهذه المهمة الغالية والشريفة ندب الشارع الكريم بفئام من الأمة إلى الاستعداد والتفرغ لأدائها على الوجه الأكمل ، قال تعالى ) وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )   آل عمران ١٠٤ ، وقال تعالى : ( وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً فَلَولا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرقَةٍ مِنهُم طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهوا فِي الدّينِ وَلِيُنذِروا قَومَهُم إِذا رَجَعوا إِلَيهِم لَعَلَّهُم يَحذَرونَ ) التوبة ١٢٢ .
وأهل الإيمان وحدهم هم الذين ينشرون الخير ولا يقبلون انتشار الفاحشة والسوء بين الناس ، لأن ولاءهم الإيماني يُحتم عليهم فعل ذلك ، قال الله تعالى( وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) التوبة٧١ .
ومن فضل الله تعالى على الدعاة إلى الله تعالى أنهم يحوزون بمثل أجر من قبل دعوتهم واهتدى بهديهم ، والدليل على ذلك قول  رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من دعاء إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه لا ينقص ذلك من أجورهم  ... ) .
والدعوة إلى الله تعالى لا يوازيها شيء من حطام الدنيا مهما بلغت من قيمة ، لأن الداعي الأول قال عليه الصلاة والسلام  ( .. فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حُمر النَّعم ) وفي رواية ( خير لك مما طلعت عليه الشمس وغربت ).
فطريق الدعوة إلى الله تعالى طريق مُعَبد لمن عناهم الله تعالى في كتابه العزيز حيث قال ( قُل هذِهِ سَبيلي أَدعو إِلَى اللَّهِ عَلى بَصيرَةٍ أَنا وَمَنِ اتَّبَعَني وَسُبحانَ اللَّهِ وَما أَنا مِنَ المُشرِكينَ) يوسف ١٠٨ ، فأول وأهم شرط في الداعي إلى الله تعالى هو العلم والبصيرة في دين الله تعالى ، فكل من حصَّل على علم شرعي من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، سواء كان ذلك عن طريق مؤسسة علمية أو عن طريق أهل العلم والديانة والفقه الذين يقومون بتدريس العلوم الشرعية في حلقات العلم المنعقدة في المساجد والزوايا وغير ذلك من محاضن العلم والتدريس ، وهذا الشرط العلمي ينبغي أن يصاحبها بحكمة وموعظة حسنة مع تحاور الناس بالتي هي أحسن مصداقا لقول الله تعالى   ( ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  )  النحل١٢٥ .
وأهل الدعوة هم أهل ديانة وخلق حسن مع لين الجانب وسهولة التعامل ( فَبِما رَحمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُم وَلَو كُنتَ فَظًّا غَليظَ القَلبِ لَانفَضّوا مِن حَولِكَ ) آل عمران ١٥٩ .
ولكن الغريب  في ميدان الدعوة في العالم الإسلامي عامة  يلاحظ بن الدعوة وشروطها لم تبق في بابها الواسع بل أضيف إليها أمور وأحوال غير مكتوبة ولا يمكن لأحد أن يبوح بها لشناعتها وبعدها عن الخلق الصحيح والدين القويم ، ولكنها تشبه اتفاقية الرجال النبلاء التي تسري في الجميع من غير أن يكون لها أي مستند شرعي وعقلي ، ومن الشروط التي يجب أن تتوفر في الداعية الذي يريد المشاركة في الأنشطة الدعوية بمختلف أنواعها :
أن يكون عضوا في الحركة الإسلامية التي تقيم وتشرف على الملتقي العلمي ، أو مناصرا لها على الأقل ، أو أن يكون مسؤولا عن مركز إسلامي أو مسجد ، أو كان من معتنقي الفكر الفلاني ، أو زكَّاه أحد منظري الاتجاهات الحركية ، أو أن تتقاطع مصالحه مع المتنفذين ، أو أن يكون له جمهور مؤيد له ، أو أن يظهر في الشاشات أو أن يكتب في مواقع التواصل الاجتماعي ، وغير ذلك من الأمور التي أصبحت اليوم الشرط الأول والأساسي في قبول الشخص في ميدان الدعوة ومساهمته في مسيرتها وتقويمها وتصويبها ، ما جعل الدعوة تنحرف عن طريقها الصحيح وتدخل في استقطابات وصراعات وتفكك وتشرذم في صفوف المنتسبين إليها ، وقد نتج عن هذا الانحراف الذي لا يستند إلى دين ولا إلى عقل تحريم وإبعاد كثير من الدعاة وطلبة العلم من مزاولة مهمة الدعوة والتعليم ، ووضع عقبات أمامهم ، أو تشويه سمعتهم ، لتبقى الساحة الدعوية منبرا محتكرا لفئات خاصة أو تصبح محميات لا يجوز الاقتراب منها ، وهذا ينبىء بخلل في الأخلاق ، لأن الأخلاق الفاضلة تعبر عن طيب المعدن والمخبر ، وإذا أصيب أمة في أخلاقها فقد أذنت باضمحلالها كما قال أحمد شرقي :
وإذا أصيب القوم في أخلاقهم ...... فأقم عليهم مأتما وعويلا
فالواجب على الحركات الإسلامية وقادتها التخلي عن هذه الممارسات الخاطئة والتحلي بالمثل العالية وإعادة مسيرة الدعوة إلى طريقها الصحيح ، وإفساح المجال لكل من يحمل علما شرعيا وخلقا سويا ، سواء قيد اسمه في سجلات الحركات أم لا ، لتثمر الدعوة وتؤتي أكلها كل حين باذن ربها العزيز الجبار .
اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا ، واجعلنا هداة مهديين .

save


منقول عن الاسلام اليوم

 

Ahsan

 

جميع الحقوق محفوظة © للدعوة 2013